الجمعة، 4 ديسمبر 2009

نبيل بنعبد الله الرفيق الذي عرف كيف يستفيد بهدوء





2009 / 3 / 10

بعد مغادرته لوزارة الاتصال، سئل بنعبد الله (بضم السين)، الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة، عن مشاريعه بعد الاستوزار، فكان رده أن الرهان هو النجاح على تدبير الحياة خارج "مهنة وزير"، سيما كصحفي، إذ أعلن أنه سيعود إلى مهنة المتاعب.
فشل فشلا ذريعا، لم يكن ينتظره، خلال الانتخابات بمجرد تركه كرسي وزارة الاتصال، لكنه حظي بمنصب سفير المغرب بالديار الإيطالية، الشيء الذي أعفاه من مكابدة تعب مهنة المتاعب كما كان قد صرح بذلك بعد الاستوزار.
لم يقو أكثر من مصدر على إطلاعنا على معالم مكونات الثروة التي نماها خلال مشواره كوزير، بالتدقيق المطلوب، غير أن أكثر من مصدر أكد لنا أن ثروته عرفت تطورا ملحوظا خلال فترة الاستوزار، كما أنه ساهم في تنمية ثروة القريبين منه و ذويه.
وانطلاقا من المعطيات المتوفرة لدى من يعرفونه، تتكون ثروة نبيل بنعبد الله من ثروة نقدية، شملت خلال فترة الاستوزار، المغامرة ببورصة الدار البيضاء، وبعض الممتلكات إلى جانب مساهمات في شركتين أو ثلاث ضمن قطاع الخدمات.
يقول أحد المصادر، إن الرفيق نبيل بنبعد الله، المنتمي إلى حزب نصب نفسه مدافعا على البروليتاريا والكادحين، معتبرا نفسه حامل مشعل مناهضة الاستغلال والرأسمالية والامبريالية؛ ونظرا لكثرة ما أراد نيل ثقة القيمين على الأمور، وضع نفسه في أوضاع حيص بيص، وخبر و جرب خلال مرحلة استوزاره، جدوى الاعتماد على سياسة العصا والجزرة ثم ما فتئ أن اعتمد عليها طوال مشواره الحكومي. علما أنه يعتبر الوزير الذي ظل يتباهى بحرية الصحافة في عهده وانفتاح مجال السمعي البصري.
ساهم نبيل بنعبد الله من موقعه، كوزير للاتصال وكناطق رسمي باسم الحكومة، في تمكين بعض ذويه من فرص تنمية ثروتهم، فقلة هم الذين يعرفون أن لنبيل بنعبد الله شقيقة راقصة، نوال بنعبد الله، تمتهن الرقص بالعاصمة الفرنسية، باريس، وتجيد هز البطن وتحريك الخصر والصدر.
لقد كانت نوال من المدعوين لتدشين أكبر أستوديو للرقص في إفريقيا، المنجز في عهد بنعلي والذي كلف "دوزيم" ملايين الدراهم اقتطعت من أموال دافعي الضرائب. كما تمكن الوزير من فرض شقيقته، حسب مصدر من قلب الدار، في "أستوديو دوزيم" بمبلغ ضخم لا يعلمه إلا هو والعرايشي.
ولمن لا يعرف شقيقة الوزير، فقد تعلمت نوال بنعد الله الرقص الشرقي بباريس، وأسست فرقة أطلقت عليها اسمها (فرقة نوال بنعبد الله) سنة 1990، تضم أشخاص من جنسيات مختلفة، وجمعية "أصدقاء نوال" التي أقامت مهرجانا ضخما للرقص الشرقي في قلب عاصمة الأنوار، ساهم المغرب في تمويله بسخاء.
عندما كان نبيل بنعبد الله، على رأس وزارة الاتصال وناطقا رسميا باسم الحكومة، دأبت "دوزيم" على تمرير رقصات شقيقته نوال وفرقتها بين وصلات كل سهرات "استوديو دوزيم"، وكانت تقدم بكونها حررت جسدها لتقديم لوحات راقصة من الفن النبيل، لكن دون الإشارة إلى أنها كانت تستفيد من الملايين مقابل ذلك.
لم يكتف نبيل بنعبد الله بإقحام شقيقته بـ "أستوديو دوزيم" مقابل رزمة من الملايين، وإنما جعل من زوجته وقتئذ، كوثر سوني، سفيرة للقفطان المغربي عبر العالم، وهو منصب من المستبعد أن يكون، الوزير الأول آنذاك ولا القيمون على وزارة الخارجية، قد فكروا في خلق مثله، علما أن حرم الوزير الناطق باسم الحكومة لم تكن تقوم بهذه المهمة "الدبلوماسية" بالمجان.
نبيل بنعبد الله، أحد أبناء عائلة رباطية عريقة، تابع دراسته الأولى في مؤسسات البعثة الفرنسية والعليا بالديار الفرنسية، تقلد مناصب مختلفة في حزب التقدم والاشتراكية وشبيبته وفي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالخارج، واحتل موقعا بقيادة الحزب، امتهن الترجمة منذ 1987 وأدار جريدتي "البيان" و"بيان اليوم" من 1997 إلى 2002، انتخب مستشارا بجماعة أكدال ـ رياض في شتنبر 2003، و عين وزيرا للاتصال و ناطقا رسميا للحكومة، وبعد فشله في الانتخابات الأخيرة بتمارة أرسل سفيرا إلى إيطاليا.
ذلك بعجالة هو المشوار الذي قاده إلى الاستوزار والذي مكنه من تنمية ثروته وثروة بعض ذويه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق