السبت، 2 يناير 2010

ندية ياسين "المرأة التي عارضت النظام علانية"






هي واحدة من بين نساء قلائل، من أطلقن ألسنتهن للبوح عن آراءهن تجاه النظام المغربي، وأحيانا انتقاد مؤسساته، بما في ذلك المؤسسة الملكية، إذ أن هذه المرأة، التي ارتشفت حد الثمالة من أيديولوجية والدها، حصدت نتيجة مواقفها ألقاب عدة، لازمتها قرابة ثلاثة عقود، حيث لا يتردد البعض في وصفها بـ "المشاكسة" تارة و"المتمردة" تارة أخرى، ولعل هذه الألقاب وغيرها، قد ساهمت في رسم "بروفايل" خاص عن امرأة استثنائية، عكست في كثير من حواراتها وآرائها وكذا مداخلاتها الأكاديمية، موقف جماعة العدل والإحسان من نظام سياسي تتقاطع فيه حسب أغلب قادتها (الجماعة) اختلالات جمة، لذلك، لم تتردد المرأة في الجهر بإصلاحه أحيانا وانتقاده في أحايين كثيرة.

الحديث هنا يخص "ندية ياسين" كريمة الشيخ عبد السلام ياسين، المرشد والزعيم الروحي لجماعة العدل والإحسان.

على امتداد قرابة عقدين من الزمن، ظلت مواقف ندية ياسين من النظام المغربي شبه مستهلكة من طرف العامة والنخب، بل امتدت مواقفها تلك إلى حد تبنيها من طرف غالبية أطر وكذا قاعدة الجماعة، بيد أن سنة 2005، كانت بمثابة منعرج حاسم في توجهاتها الفكرية والإيديولوجية، سيما وأن الظرفية آنذاك، كانت تقود "الجماعة" نحو عتبة 2006، المتميزة بطابع خاص لدى أغلب قاعدتها وأتباعها وكذا مريدها، لارتباطهما حسب هؤلاء بـ "رؤيا 2006"، المقرونة حسب اعتقادهم بـ "الحدث الهام"، إذ من خلال حوار مطول أجرته "الأسبوعية الجديدة" مع ندية ياسين سنة 2005، برزت هذه الأخيرة كمعارضة للنظام، إثر جهرها علانية بموقفها من النظام الملكي، حيث صرحت وقفا لقناعاتها الشخصية، بأنها تختار الجمهورية كنظام للحكم، لتنظاف إلى خانة جمهوريو المملكة، الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، ونتيجة لما تضمنه حوارها المعنون بـ "الملكية لا تصلح للمغرب" المنشور في العدد 33 من "الأسبوعية الجديدة"، سنة 2005، تم متابعة ندية ياسين بجنحة "المس بالنظام الملكي"، وهي الجنحة التي مازال فصول متابعاتها حاليا بيد القضاء، وحسب ندية ياسين التي تلاحقها تهمة ثقيلة، إن مضمون الاستجواب ـ تجيب عن سؤال إحدى المنابر الوطنية ـ "لا أدعوا فيه إلى تغيير نظام إلى آخر، وإنما اعتقد أن نظام الشورى يعتمد على الإخبار الكامل للشعب المغربي حتى يكون اختياره سليما"، كما بررت خلال إحدى حواراتها عدم مساسها بالدستور والمؤسسات قائلة "أبرهن أننا في عهد جديد نؤمن فيه بحرية التعبير ونقدم خدمة للمؤسسات تبرهن على أننا في بلد ديمقراطي، ولا أعتبر تصريحاتي ماسة بالدستور والمؤسسات، ذلك أني لم أمس بشخص الملك ولا الأمراء".

وحسب العديد من المتتبعين، لا تختلف مواقف وآراء ندية ياسين عن مواقف والدها، حيث ذهب الكثيرون في اتجاه اغتراف مدللة الشيخ، إيديولوجيتها من معين والدها عبد السلام ياسين، صاحب رسالة "الإسلام أو الطوفان" التي بعثها للراحل الملك الحسن الثاني، وكذا رسالة إلى من يهمه الأمر التي وجها إلى الملك محمد السادس مع بداية بزوغ فجر العهد الجديد.


Almichaal Hebdo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق